بعد أربعة عشر عاماً - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


بعد أربعة عشر عاماً
يارا - 26\03\2008

قال لي قبل أن يرحل: انتظريني سأعود يوما، ودعيني بابتسامة لا بالدموع، فأنا لك وأنت لي حتى ولو سافرت للقمر. سأعود يوما، سأتحدى كل الصعاب، ولن أرضى الاغتراب.. قال انتظريني: ورحل....

وعدني ووفا بوعده.. ألتزم ووفا بالتزامه.. وعاد ...
عاد بعد أربعة عشر عام من الترحال بين الابراج العالية، وركوب السيارات الفخمة، وارتداء الثياب الأنيقة، والمتعة بالمال عصب وسحر الحياه، ومعرفة النساء ذوات القوام الرشيق. أثارت إعجابه بلاد الغرب وانصهر في عالم جديد، ونسي حبيبته التي تنتظره بشغف.

بعد أربعة عشر عاماً من الفراق قال لي سامحيني، أطلت الغياب. بعد حنيني واشتياقي، بعد سهري وعذابي، كنت لي كالعصا التي يهتدي بها الأعمى لطريقه. برحيلك صرت أتخبط فلم أعرف لي طريق.

أأسامحك بعد أربعة عشر عاماً أم أعاقبك؟! العقوبة التي تستحقها هي النسيان. أنسى أني عرفتك. أنسى أني عشقتك يوما. أنسى أني تمنيت الموت ألف مرة ولا أراك ترحل. فأنت حبيبي وفارس أحلامي...
ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل. أينما ذهبت وحيثما وجدت أدعو الله أن يسامحك، أما أنا فلن أسامحك لأنك حرمتني من الحياة، وأنت لم تذق الحرمان.
اعتقدت أن رحيلك نهاية الكون، ولكن مع مرور الوقت عرفت أن قطار العمر يجري ولا يتمهل. وتعلمت من تجارب الآخرين، ورسمت لنفسي دربا بعيداً عن دروب العاشقين، وغرستك في إحدى صفحات الماضي.
كلماتك.. عهودك.. ضحكاتك.. همساتك.. جعلتها ذكرى من الماضي، والماضي لا يعود.
والآن لن تشعل نار الحب الذي دفنته في أعماقي. لن تحرك المياه في أنهاري المتجمدة. لم أعد الماء الذي تبحث عنه كلما شعرت بالظمأ. أنا لم أعد لك . أنا أضأت نورين ولن أسمح أن يلفهما الظلام ما حييت.
أرحل، يا من كنت حبيبي، من حيث أتيت.

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا